كتابة قصّة تسردُ فيها الأحداث سرْدًا غير خطّيّ

أ. صافي فياض حسين مايو 05, 2023 مايو 20, 2023
للقراءة
كلمة
0 تعليق
نبذة عن المقال:
-A A +A

 السرد غير الخطي، السرد المفكك هو أسلوب سردي يُستخدم في بعض الأحيان في الأدب، والسينما، ومواقع النصوص التشعبية والروايات الأخرى، حيث يتم تصوير الأحداث، على سبيل المثال، خارج التسلسل الزمني أو بطرق أخرى لا يتبع فيها السرد المباشر نمط السببية للأحداث الواردة، مثل خطوط المؤامرة المتتالية، والانغماس في حلم داخل القصة أو سرد قصة أخرى داخل خط المؤامرة الرئيسي. غالباً ما يستخدم لتقليد بنية واستعادة الذاكرة البشرية، ولكن تم تطبيقها لأسباب أخرى أيضاً.


مقطع فيديو تعليمي عن درس كتابة قصى تسرد فيها الأحداث سردًا غير خطي

صديقي الطالب يمكنك متابعة فيديو تربوي عن الدرس من خلال الرابط التالي:

بوربوينت الدرس:

نموذج قصة ذات سرد غير خطي:

بعد أن استعدَّ الشّيخُ جيّدًا لرحلةِ صيدٍ جديدةٍ، ركبَ قاربَه، وتوغّلَ في البحرِ، ولم يعدْ يرَى من اليابسةِ شيئًا.

       قضى الشّيخُ العجوزُ في البحرِ يومًا وليلةً، وهوَ يُمَنِّي النّفسَ بصيدٍ وفيرٍ. وفجأةً علِقَتْ بصنّارتِه سمكةٌ عظيمةٌ جدًّا. فأَرخى لها كلَّ ما لديْهِ منْ خيطٍ وهيَ مُندفِعةٌ إلى الأمامِ تجرُّ القاربَ بسرعةٍ. وانقضَتْ ليلتانِ والسّمكةُ تقفزُ تارةً وتنسابُ تارة أخرى، والشَّيخُ ممسكٌ طرفَ الخيطِ بصبرٍ، فلا يكادُ يتزحزحُ عن مكانِهِ. 

     ومعَ ظهرِ اليومِ الثّالثِ، تعبت السّمكةُ، فجذبَها الشّيخُ رُوَيدًا رُويدًا مُتّجِهًا بِها نحوَ الشّاطئِ.

نموذج قصة ثانية ذات سرد غير خطي:

         وأخيرًا، تحوّلَ الكلبُ البريُّ بعد جُهد جَهِيد، وعناية وترويض إلى كلبٍ أَليفٍ لا يَثِقُ بأحَدٍ غَير صَاحِبِهِ يُرافِقُه كلّ يومٍ، فَيَجْلِبُ لهُ الصّيدَ ويَحْمِيه من مَخَاطِرِ الغَابَة.

         لقدْ خَرجَ الصّيّادُ منذ يوم إلى الغابةِ لِيَصْطَادَ الأرانِبَ والطُّيور كعادته، وفجأةً سَمِعَ صَوْتَ أَنينٍ خَلْفَ الشّجيرات، فتوجّهَ نحْوَ مصدرِ الصّوتِ فَوَجدَ كلبًا جَريحًا لا يقْوى على الحَرَكَة؛ فقد خاضَ معركةً عنيفةً ضدَّ قطيعٍ من الذئابِ المتوحّشةِ كادتْ تفتكُ بهِ. وعندَما اقتربَ الصّيّادُ من الكلبِ الجريحِ كَشّرَ عن أنْيَابِهِ الحادّةِ، لكنْ غَلَبَهُ الإعْياءُ، فأغْلَقَ فَمَهُ وسلّمَ أَمْرَهُ إلى الصّيّادِ.

        أخَذَ الصّيّادُ الكلبَ إلى البيتِ وعالجَهُ وأَطْعَمَهُ، واعتنى بهِ حتّى شُفيَ، فَشَعَرَ نحْوَ الصّيّادِ بالاطْمِئْنَانِ والأَمَان.

 أُلاحظُ:

  1.  أنّ أحداثَ القصّةِ وردت مُرَتّبَة حَسَبَ زَمَنِ وُقوعِها؛ فلمْ يَختلِفْ زمنُ الأحداثِ في الواقعِ، عن زمنِ السّردِ من وضعِ البدايةِ إلى وَضْعِ النّهايةِ،  وهذا يسمّى: سرْدًا خَطّيًّا.     
  2. تَضَمَّنَتْ القصّةُ أحْداثًا غيرَ مُرَتّبَةٍ حَسَبَ زَمَنِ وُقوعِها.
  3. بَدَأَت القصّةُ مِنْ وَضْعِ النّهاية (وأخيرًا تحوّلَ الكلبُ المُفْتَرِسُ ... إلى كلبٍ أليفٍ)، ثمّ عادَ الكاتبُ ليسردَ الحكايةَ من بِدايتِها، ثمَّ رجعَ إلى ذِكرِ معركةِ الكلبِ معَ الذّئابِ، وقدْ وقعتْ قبلَ خروجِ الصّيّادِ. بعدَ ذلكَ سرَدَ أعمالَ الصيّادِ مع الكلبِ حتّى شُفيَ. 
  4. سردُ الأحداثِ في قصّةِ (الصّيّادِ والكلبِ) لم يكنْ مُتسلسِلًا بحسبِ تطوّرِ حدوثِه في الواقعِ.

أَستنتجُ أنَّ

  • سَرْدَ الأحداثِ في القصّةِ سردًا متسلسلًا  يتّفِقُ فيها زَمنُ وقوعِ الأحداثِ معَ زمنِ سردِها في القصّةِ يُسمّى: سردًا خطيًّا.
  • سَردَ الأحداثِ في القصّةِ سرْدًا غيرَ متسلسلٍ لا يتّفقُ فيها زمنُ وقوعِ الأحداثِ معَ زمنِ سردِها يُسَمّى: سرْدًا غَير خَطّيّ . 
  • السّردَ غير الخطّيِّ يُضْفِي تَشْويقًا على سَردِ القِصّةِ.

شارك المقال لتنفع به غيرك

أ. صافي فياض حسين

الكاتب أ. صافي فياض حسين

بكالوريوس في اللغة العربية والدراسات الاسلامية - كلية البحرين للمعلمين - حاصل على لقب المعلم المبدع الخبير من مايكروسوفت

إرسال تعليق

0 تعليقات

1175890120545520256
https://alshlaboysschool.blogspot.com/